سورة القصص - تفسير تفسير ابن عبد السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)}
{تِلْقَآءَ مَدْيَنَ} عرض له أربع طرق فلم يدر أيها يسلك فقال {عَسَى رَبِّى} الآية، أو قال ذلك بعد أخذه طريق مدين. {سَوَاءَ السَّبِيلِ} قصد الطريق إلى مدين قاله قتادة. ومدين ماء كان عليه قوم شعيب قال «ع» وكان بينه وبينها ثمان مراحل ولم يكن لهم طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.


{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)}
{أُمَّةً} جماعة قال ابن عباس: الأمة أربعون. {تَذُودَانِ} تحبسان أو تطردان غنمهما عن الماء لضعفهما عن الزحام، أو يمنعان الغنم أن تختلط بغنم الناس، أو يذودان الناس عن غنمهما. {مَا خَطْبُكُمَا} ما شأنكما. والخطب تفخيم للشيء والخُطبة لأنها من الأمر المعظم {يُصْدِرَ} ينصرف ومنه الصدر لأن التدبير يصدر عنه فعلتا ذلك تَصوُّناً عن مزاحمة الرجال، أو لضعفهما عن الزحام {الرِّعَآءُ} جمع راعٍ {وَأَبُونَا شَيْخٌ} قالتا ذلك ترقيقاً لموسى ليعينهما أو اعتذاراً من معاناتهما السقي بأنفسهما.


{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)}
{فَسَقَى لَهُمَا} بأن زحم القوم فأخرجهم عن الماء ثم سقى لهما، أو أتى بئراً فاقتلع عنها صخرة لا يقلها إلا عشرة من أهل مدين وسقى لهما ولم يستق إلا ذَنُوباً واحداً حتى رويت الغنم {ثمَّ تَوَلَّى} إلى ظل سَمُرة. {فَقَالَ رَبِّ} قال ذلك وقد لصق بطنه بظهره جوعاً وهو فقير إلى شق تمرة ولو شاء إنسان لنظر إلى خضرة أمعائه من الجوع «ع»، أو مكث سبعة أيام لا يذوق إلا بقل الأرض. فعرَّض لهم بحاله {مِنْ خَيْرٍ} شبعة من طعام «ع»، أو شبعة يومين.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9